الجمعة، 26 مارس 2010

كثرة المال من علامات الساعة


كثرة المال من علامات الساعة

النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ وَحَتَّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولَ الَّذِى يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ لاَ أَرَبَ لِي]

فى هذا الحديث الشريف بيان جلى لكثرة المال قرب الساعة كثرة بالغة.

ومن الصور البيانية : عندما أراد الرَّسُول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنْ يخبرنا عن كثرة المال قرب الساعة فقال:( لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ)

فقيام الساعة منتفٍ، حتى يتحقق ما ذكره ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو كثرة المال وزيادته.

والتعبير بالمضارع (فيفيض) تعبير استعارى، إذ هو مستعار من : فيض الماء، لكثرة المال وزيادته.

(يفيض)، استعارة من فيض الماء، ويقال: فاض الماء إذا كثر حتى سال على ضفة الوادى.

بناءً على ذلك يكون قد شبه: كثرة المال، بفيض النهر ونحوه، بجامع:الزيادة فى كلٍ، ثم استعار اللفظ الدال على المشبه به للمشبه، ثم اشتق من (الفيض) بمعنى:الكثرة، (يفيض) بمعنى: يكثر. على سبيل الاستعارة التبعية التصريحية.

وهذه الصورة الاستعارية توحى: بزيادة المال يومئذٍ زيادة كبيرة، حتى ليخيل للسامع أنه يفيض، فيض الماء.

ومِن ثَمَّ ندرك بأنَّ التعبير بالاستعارة أبلغ من الحقيقة المجردة، لو قال: يكثر فيكم المال فيزيد.

وعن الاستعارة فى الحديث يقول أحد الباحثين: استعارة الفيضان لزيادة المال وإن كانت قريبة وسهلة التناول إلا أنها قامت بأداء المعنى خير قيام وصورت كثرة المال وزيادته فى صورة معبرة موحية وذلك؛ لأنَّ التعبير بالفيضان أقوى فى الدلالة على الكثرة من التعبير بالزيادة، ولذا استحقت هذه الاستعارة بأنْ توصف بأنها بليغة.

وزاد من بلاغة الاستعارة، وتقريبها إلى أذهان المخاطبين التعبير بهذه الأفعال:

(تقوم ....، يكثر....، فيفيض) فقد ذكرت بصيغة المضارع وهو يقرب المشهد، ويعين على إدراك المعنى مع المبالغة فى إضفاء الواقعية عليه، فتبدو الأحداث وكأنها تجرى الآن.

فقد وضح مما سبق: أنَّ المال يكثر قرب الساعة كثرة عظيمة وزاد فى تقريب هذا المعنى وترسّبه فى الأذهان صياغته فى تصوير استعارى أضفى عليه الخلابة والسحر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق