الجمعة، 19 مارس 2010

أسلوب الترغيب والترهيب في القرآن الكريم


خلق الله الإنسان وميزه على سائر الكائنات بالعقل والتفكير، وجعله بهذا العقل يهتدى إلى الحق، ومن الناس من يظل على ضلاله وظلمه أو في غفوة لا يستفيق منها والنفس البشرية الطائعة بحاجة إلى ترغيب والنفس البشية العاصية بحاجة إلى ترهيب.

لذلك انتهج القرآن الكريم مع النفس البشرية أسلوب الترغيب والترهيب ليعينها بل ليحملها على الطاعة ، لأن النفوس البشرية تحتاج في إلزامها بالأمر إلى ترغيب يكون بمثابة الحافز على العمل حتى يستنهض الهمم ويلهب العزائم نحو الأمر المطلوب ، ومن النفوس ما لا يجدى معها الترغيب والتحفيز فكان أسلوب القرآن معها قرع العصا بالترهيب والزجر والوعيد.

وقد كانت أعلى درجات الترغيب التى استخدمها القرآن الكريم في استنهاض النفوس إلى أمر العبادة هي الترغيب بالجنة فقد وعد الله تبارك وتعالى الطائعين بالجنة فقال تعالى{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً [سورة النساة:57] ثم ترقى بهم في هذا الترغيب فذكر ما أعد لهم فيها من النعيم المقيم والسعادة الدائمة في الجنة ..

فالجنة بها رؤية الله ولقاء الأنبياء والصالحين والجائزة الكبرى لمن أطاعوا الله في الدنيا لذلك فالترغيب بها يستنهض الهمم للمزيد من الطاعات والخيرات.

وقد كانت أعلى درجات الترهيب التى استخدمها القرآن الكريم هي الترهيب بالنار وما أعد فيها للعصاة والكافرين،فقد قال الله تعالى{إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً} [سورةالكهف : 102] وقال { وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً} [سورة الفرقان: 11] . .

فآيات الوعيد الشديد تزجر النفوس العاصية وتذكرها بما أعد للعصاة يوم القيامة، وهي آيات أيضا لحث الطائعين لزيادتهم فى الطاعات خوفا من الله وعذابه وطلبا لرضاه وجنته.

اللهم اجعلنا من الطائعين الداخلين جنة النعيم المبعدين عن نار الجحيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق