الأربعاء، 28 أبريل 2010

الخط الزمنى ...... القرن الأول الهجرى

يبدأ من سنة 1 هـ وينتهي سنة 100هـ

الموافق 622 مـ الموافق 718 مـ

سنة 1 هـ

وافق الأول من المحرم يوم الجمعة 16 يوليو 622 ميلادية .

الهجرة من مكة إلى المدينة : سميت هذه السنة سنة الأذان لأن الله أذن لرسوله بالهجرة ودخل الرسول يثرب من جهة "المدينة" من ثنية الوداع في يوم الاثنين الثامن من ربيع الأول .

بناء مسجد قباء : تم في هذا العام بناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بُنى في الإسلام .

موت الصحابي أسعد بن زرارة : وهو أحد النقباء الإثنى عشر ليلة العقبة على قومه بنو النجار ،وقد مات بالذبحة أو الشهقة .

شُرِع الآذان : في هذه السنة شُرِع الآذان وأُمر بالصلاة إلى بيت المقدس (قبل تحويل القبلة) فصُلى نحوه 17 شهراً .

موت الوليد والعاص : مات الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي (وهو والد عمرو بن العاص) بمكة ،وقد ماتا كافرين .

سنة 2 هـ

وافق الأول من المحرم يوم الثلاثاء 5 يوليو 623 م .

تحويل القبلة : في صلاة ظهر يوم السابع عشر من شعبان من هذه السنة جاء الوحي

إلى النبي بتحويل القبلة إلى الكعبة بدلاً من بيت المقدس ، قال تعالى {فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} (البقرة : 150).

فرض الصوم والزكاة : في شهر شعبان فُرِض على المسلمين صوم شهر رمضان حيث نزل قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة : 183) وأيضاً فُرضت زكاة الفطر.

غزوة بدر الكبرى : في السابع عشر من رمضان كان يوم بدر أو غزوة الفرقان لأن الله فرَّق بها بين الحق والباطل ،وانعقد فيها النصر للمسلمين وهم قلة على مشركي قريش .

مقتل أبي جهل ـ لعنه الله ـ : قُتل رأس الكفر أبو جهل بن هشام في غزوة بدر الكبرى واشترك في قتله معاذ بن عمرو بن الجموح وعبد الله بن مسعود ،وقد كان أبو جهل من أكثر كفار قريش عداوةً للرسول .

زواج علي وفاطمة الزهراء : في هذه السنة تزوجت فاطمة الزهراء بنت رسول الله بعلي بن أبي طالب ابن عمها .

سنة 3 هـ

وافق الأول من المحرم يوم الأحد 24 يونية 624 م .


وقعة أحد : في يوم السبت 14 شوال وقعت غزوة أحد بين المشركين والمسلمين ، وقد كانت غزوة تمحيص ـ تصفية وتطهُّر ـ للمسلمين وكانت درساً لبعض المسلمين الذين تعجلوا النصر والغنيمة .


استشهاد حمزة : استشهد حمزة بن عبد المطلب عم الرسول الملقب بأسد الله وأسد رسوله وكان رضيع النبي أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب وقد جاوز عُمْر حمزة الخمسين حين استشهد في أحد.


تحريم الخمر : نزلت في هذه السنة الآيات القاطعة بتحريم الخمر .


دخول غير العرب في الإسلام : في هذه السنة دخل كثير من غير العرب في الإسلام منهم الصحابي سلمان الفارسي.


زواج عثمان من أم كلثوم : تزوج عثمان بن عفان من أم كلثوم بنت رسول الله بعد وفاة أختها رقية ،ولذلك يُسمى سيدنا عثمان بذي النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات الرسول .





الجمعة، 23 أبريل 2010

الحساب

إن مشاهد يوم القيامة كثيرة في ذلك اليوم الذى يجعل الولدان شيبا. ومن تلك المشاهد: مشهد الحساب.

والخلق عندما يحاسبون يوم القيامة تختلف صورة الحساب بينهم باختلاف عقائدهم وأعمالهم.

فمنهم المؤمن الطائع ومنهم المؤمن العاصى ومنهم الكافر ومنهم المشرك ومنهم المنافق ومنهم الملحد..

وقد أعطانا الحق صورة الحساب يوم القيامة في كثير من آيات التنزيل العزيز :

قـال تعـالى:

يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ المُلْكُ اليَوْمَ لِلَّهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لاَ ظُلْمَ اليَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَابِ .

وقد تكلم النبى (صلى الله عليه وسلم) عن هذا الأمر الغيبي في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها ما ورد في صحيح مسلم :

[عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ .

فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ  فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا .

فَقَالَ: لَيْسَ ذَاكِ الْحِسَابُ إِنَّمَا ذَاكِ الْعَرْضُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ].

فقوله (صلى الله عليه وسلم) : ( مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ ) المراد منه: أن تحرير الحساب يفضى إلى استحقاق العذاب يوم القيامة؛ لأن حسنات العبد موقوفة على القبول.

أيها الإخوة الكرام:

لا يخفى على كل موحد أنَّ التقصير غالب في العباد. فمن استقصى عليه الحساب ولم يسامح هلك ودخل النار. ولكن الله - تعالى - يعفو ويغفر مادون الشرك لمن يشاء

الخميس، 22 أبريل 2010

الترابط الأسرى...في أجمل صوره

[عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟

قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ ثُمَّ مَنْ ؟

قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ؟

قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ ؟

قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ] (1).

فقد حضَّ النبى (صلى الله عليه وسلم) على بر الأم ثلاث مرات . وعلى بر الأب مرة واحدة. وماهذا إلا لأن تعب الأم أكبر وعطفها أعظم وحنانها أكثر مع ما تقاسيه الأم من آلام الحمل والولادة والرَّضاعة وسهر الليالى.

والابن مهما يعمل من أنواع البر ومن أعمال الخير فلن يستطيع أن يجازيهما.

ولذلك رأى ابن عمر - رضى الله عنه - رجلاً قد حمل أمه على رقبته وهو يطوف بها حول الكعبة فقال: ياابن عمر أترانى جازيتها؟ قال: ولا بطلقة واحدة من طلقاتها ولكن قد أحسنت والله يثيبك على القليل كثيرا

1() أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب ، باب بر الوالدين، 4/279، حديث رقم 2548.

الأحد، 18 أبريل 2010

عظة الموت ...........(2)

قد آن للغافل أن ينتبه من غفلته، وحان للنائم أن يستيقظ من نومه قبل ملاقاة الموت ومرارة سكراته، وقبل خروج الروح، والرحلة إلى عالم القبور.

وأنشدوا:

أتيت القبور فناديتُها
وأين المُذلّ بسلطانه؟؟
تساووا جميعاً فما مخبرٌ
تروحُ وتغدوا بنات الثري !!
فياسائلي عن اُُناس مضوا


فأين المعظّم والمُحتَقَر ؟؟
وأين المذَكَّى إذا ما افتخر
وماتوا جميعًا ومات الخبر
فتمحوا محاسنَ تلك الصور
أما لك فيما مَضى مُعتبر !!

وقد ورد عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه – أنه خرج إلى المقبرة فلما أشرف عليها قال :

ياأهل القبور أخبرونا عنكم أو نخبركم.

أما خبر من قبلنا فالمال قد اقتسم، والنساء قد تزوجن، والمساكن قد سكنها قوم غيركم، ثم قال :

أما والله لو استطاعوا لقالوا:لم نر زاداً خيراً من التقوى، وصدق الله إذ يقول :

وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ .

ابن آدم:

تزود من التقوى فإنك راحلٌ
فما المال والأهلون إلا ودائع


وسارع إلى الخيرات فيمن يسارعُ
ولا بد يوماً أن تُرد الودائع

ويحكى أن الرشيد لما اشتد مرضه أحضر طبيباً فارسياً، و أمر أن يعرض عليه ماؤه - أي بوله - مع مياه كثيرة لمرضى و أصحاء،

فجعل يستعرض القوارير حتى رأى قارورة الرشيد فقال : قولوا : لصاحب هذا الماء يُوصي . فإنه قد انحلت قواه، وتداعت بنيته، فيئس الرشيد من نفسه و أنشد :

إن الطبيبَ بطبِهِ و دوائه
ما للطبيب يموتُ بالداء الذي
مات المداوِي، و المداوَى، و الذي


لا يستطيع دفاع نحب قد أتى
قد كان أبرأ مثله فيما مضى
جلب الدواءَ أو باعه، و من اشترى

وبلغ الرشيد أن الناس أرجفوا بموته . فاستدعى حماراً و أمر أن يحمل عليه فاسترخت فخذاه . فقال :

أنزلوني، ودعا بأكفان فتخير منها ما أعجبه و أمر فشق له قبر أمام فراشه ثم اطلع فيه فقال :

مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ . فمات من ليلته.

إِنَّ في ذَلك لَعِبرة لِمَن يَخْشى .

ابن آدم:

هي القناعة لا تبغى بها بدلاً
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها


فيها النعيم وفيها راحة البدنِ
هل راح منها بغير القطن والكفنِ؟

وصدق الله إذ يقول:

وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ .

هذه هى نهايتنا، وهذا هو مصيرنا.

فلا باقى إلا الله، ولا حى إلا الله.

هكذا يا ابن آدم يتجرد الإنسان من كل شيء في الدنيا حتى ثوبه يتركه ويُؤتى له بثوب آخر جديد يسمى الكفن، وهذا الثوب لا ثياب بعده.

وهو الذى كان يبدل الثوب في اليوم أكثر من مرة ..

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ .






السبت، 17 أبريل 2010

عظـــــــــة الـمــــــــوت


الحمد لله رب العالمين :

اللهم: ارزقنا قبل الموت توبة. وعند الموت شهادة . وبعد الموت جنةً ونعيمًا.

اللهم: لا تدع لنا في هذا اليوم ذنبًا إلا غفرته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا ميتًا إلا رحمته يا أكرم من سئل.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحيى ويميت وهو الحى الذى لا يموت.

ابن آدم :

الموتُ في كل حين ينشر الكفنا
لا تطمئن إلى الدنيا وبهجتها
أين الأحبَّة والجيران ما فعلوا
سقاهم الدهر كأسًا غير صافية


ونحن في غفلة عما يداوينا
وإن توشحت من أثوابها الحسنا
أين الذين همو كانوا لنا سكنا
فصيرتهم لأطباق الثرى رهنا

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله (صلى الله عليه وسلم) الذى قال له ربه :

وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ.

سيدي يا رسول الله :

يا خير من دفن بالبقيع أعظمه
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه


فطاب من طيبهن القاع والأكم
فيه العفاف وفيه الجود والكرم

وبعد

فأيها المؤمنون:

لابد من الموت . وهو ليس له سن معلوم، ولا زمن معلوم ولا مرض معروف.

وسواء أكان الإنسان كبيرًا أم صغيرًا، صحيحًا أم سقيمًا، قويًا أم ضعيفًا، عزيزًا أم ذليلاً قال تعالى:

وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ .

وقـال تعالـى :

وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كَنتَ مِنْهُ تَحِيدُ .

ومن ثَمَّ فينبغى على كل مؤمن أن يكون دائمًا ذاكرًا للموت، عازفًا عن هذه الدار الفانية، متوجهًا بقلبه إلى ربه، مجتهدًا في الأعمال الصالحة التى تبلغه الدار الآخرة لأنها الباقية.

أيها الأحبة الكرام:

مافي الحياة بقاء
نبنى البيوت وحتماً
تموت كل البرايا


ما في الحياة ثبوت
تنهار تلك البيوت
سبحان من لا يموت

والإنسان في هذه الحياة إمَّا في ضيق من العيش أو في سعة منه.

فإن كان في ضيق وكان ذاكرًا للموت هان عليه كل شيء يعانيه من آلام الحياة وصعوباتها؛ لأنَّ الموت أشد وأصعب من كل شيء.

وإن كان يعيش في سعة ونعمة وكان ذاكرًا للموت فلا يغتر بما لديه من نِعَم الله عليه لأنه سيفارقها بالموت.

يقول الإمام الشافعى – رحمه الله - :

يا واعظ الناس عما أنـت فاعلـه
أحفظ لشيبك مـن عيـب يدنسـه


يا من يعد عليـه العمـر بالنفـسِ
إنَّ البياض قليـل الحمـل للدنـسِ

كحامـل لثيـاب النـاس يغسلهـا
تبغى النجاه ولم تملـك طريقتهـا
ركوبك النعش ينسيك الركوب على
يـوم القيامـة لا مـال ولا ولـد


وثوبه غارق في الرجس والنجسِ
إنَّ السفينة لا تجري على اليَبَـِسِ
ما كنت تركب من بغلٍ ومن فرسٍ
وضمة القبر تنسي ليلـة العـرس

تلقين الموتى : لا إله إلا الله:

قد أمرنا النبى (صلى الله عليه وسلم) بالتلقين فقال:

[ لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ] .

ويكون التلقين عن طريق التعريض للمحتضر بأن يقول من بحضرته: ما أحسن من قال لا إله إلا الله. أو يقول : ما أجمل من قال لا إله إلا الله ونحو ذلك.

ولا يكون التلقين عن طريق الطلب المباشر، وفائدة التلقين تظهر في قوله (صلى الله عليه وسلم):

[مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ] .

أيها المؤمنون:

كونوا دائمًا على ذكر للموت، مستعدين للقاء الله ـ تعالى ـ إذ لابد منه، فأشرف الخلق محمد (صلى الله عليه وسلم) قد تُوفى قال تعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ .

وعن عائشة – رضى الله عنها – قالت:

[ إِنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) تُوُفِّيَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي وَأَنَّ اللَّهَ جَمَعَ بَيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ.

دَخَلَ عَلَيَّ عَبْدُالرَّحْمَنِ وَبِيَدِهِ السِّوَاكُ وَأَنَا مُسْنِدَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم) فَرَأَيْتُهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ

فَقُلْتُ: آخُذُهُ لَكَ ؟

فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ

فَتَنَاوَلْتُهُ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ وَقُلْتُ : أُلَيِّنُهُ لَكَ؟

فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ أَنْ نَعَمْ

فَلَيَّنْتُهُ فَأَمَرَّهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ أَوْ عُلْبَةٌ .. فِيهَا مَاءٌ فَجَعَلَ (صلى الله عليه وسلم) يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي الْمَاءِ فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ يَقُولُ:

لاَ إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ

ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى حَتَّى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ].

يحكى الحديث الشريف احتضار الرسول (صلى الله عليه وسلم)، فقد احتضر وهو مسند إلى السيدة عائشة – رضى الله عنها – وكان يضع يديه في الماء فيمسح بهما وجهه الشريف ويقول:لاَ إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ .

عبـاد اللــه:

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو أشرف الخلق وأكرمهم عند الله ـ تعالى ـ وأكثرنا عبادة وأقربنا إلى الله، وهو الذى غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول عند الموت:

لاَ إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ...

فماذا نقول نحن ؟! وما الزاد الذى أعددناه للقاء الله ؟

ونحن كل يوم نبارز الله ـ عزَّ وجلَّ ـ بالمعاصى ونقترف الذنوب والآثام.


ابن آدم:

أنْتَ الذى وَلدتك أُمُـكَ بَـاكيـاً
فاعْمَد إلى عملٍ تَكون إذا بَكُوا


والنـاس حَولـكَ يَضْحـكـون سـرورًا
في يوم موتك ضاحكاً مسـرورًا

وحدث المزني قال :

دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت:

كيف أصبحت؟

قال: أصبحت من الدنيا راحلا، وللإخوان مفارقا، ولكأس المنية شاربًا ، وعلى الله ـ تعالى ـ وارداً.

ولا أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنئها، أم إلى النار فأعزيها، ثم بكى وأنشد:

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبى
تعاظمنى ذنبـى فلما قرنته
وما زلت ذا عفو عن الذنب سيدى


جعلت رجائي نحو عفوك سُلما
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
تجود وتعفو منَّة وتكرما