الجمعة، 23 أبريل 2010

الحساب

إن مشاهد يوم القيامة كثيرة في ذلك اليوم الذى يجعل الولدان شيبا. ومن تلك المشاهد: مشهد الحساب.

والخلق عندما يحاسبون يوم القيامة تختلف صورة الحساب بينهم باختلاف عقائدهم وأعمالهم.

فمنهم المؤمن الطائع ومنهم المؤمن العاصى ومنهم الكافر ومنهم المشرك ومنهم المنافق ومنهم الملحد..

وقد أعطانا الحق صورة الحساب يوم القيامة في كثير من آيات التنزيل العزيز :

قـال تعـالى:

يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ المُلْكُ اليَوْمَ لِلَّهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لاَ ظُلْمَ اليَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَابِ .

وقد تكلم النبى (صلى الله عليه وسلم) عن هذا الأمر الغيبي في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها ما ورد في صحيح مسلم :

[عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ .

فَقُلْتُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ  فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا .

فَقَالَ: لَيْسَ ذَاكِ الْحِسَابُ إِنَّمَا ذَاكِ الْعَرْضُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ].

فقوله (صلى الله عليه وسلم) : ( مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ ) المراد منه: أن تحرير الحساب يفضى إلى استحقاق العذاب يوم القيامة؛ لأن حسنات العبد موقوفة على القبول.

أيها الإخوة الكرام:

لا يخفى على كل موحد أنَّ التقصير غالب في العباد. فمن استقصى عليه الحساب ولم يسامح هلك ودخل النار. ولكن الله - تعالى - يعفو ويغفر مادون الشرك لمن يشاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق